السبت، 9 نوفمبر 2019

تقنية البلوك تشين و هيكلية الاستثمار في القطاع العقاري

مقال رائع عن مستقبل تقنية البلوك تشين هيكلية الاستثمار في القطاع العقاري من ارابيان بيزنس
"ستعيد تقنية البلوك تشين هيكلية الاستثمار في القطاع العقاري استكمالا لتوجهات غزو التقنية والرقمنة مختلف القطاعات الاقتصادية، اربطوا الأحزمة!  حول هذه التقنية الجديدة حاور أريبيان بزنس عمر قاسم مؤسّس جادو بادو JadoPado، السوق الإلكتروني المعروف في دبي والذي استحوذت عليه شركة إعمار، وفيما يلي مقتطفات من الحوار الذي تنشره مجلة أريبيان بزنس وسننشره كاملا لدى صدور العدد يوم الأحد القادم.

كان قاسم قد أطلق في شهر يوليو الماضي شركة جديدة تحت اسم إيسانجو (Esango) بالاعتماد على تقنية بلوكتشين لتسهيل الاستثمار في الأصول العقارية والمحافظ الاستثمارية العقارية وإدارتها فما المهم في ذلك؟ يقول عمر قاسم إن شركته الجديدة هي شركة لإدارة الأصول العقارية بالاعتماد على تقنية سلسلة الكتل التي تسمى بلوكتشين إثريوم (Ethereum) وهي منصة مفتوحة المصدر التي تجعل من الممكن بناء واستخدام التطبيقات التي تعمل على تكنولوجيا بلوكتشين.
يوضح قاسم أنه يسعى إلى تسهيل إدارة الأصول العقارية وفتحها أمام الاستثمار على نطاق عالمي بسهولة ودون تكبد كلفة كبيرة أي أن تقنية البلوك تشين ستوفر الاستثمار في محافظ من الأصول العقارية في الأسواق العالمية. لنقل أنه خلال بضعة سنوات حين تصبح تقنية بلوك تشين منتشرة على نطاق واسع في القطاع العقاري، فهل ترى أنها سترفع أسعار الأصول وتساهم في تذبذب الاستثمارات؟
هل يترتب على إدخال التقنية للسوق العقارية، تحولات جذرية في هذا السوق، تؤثر على استقراره ووتيرة تبدل الأسعار في أصوله مع دخول مستثمرين من كل أنحاء العالم؟ 
يجيب قاسم قائلا إن ذلك أمر وارد، ولكن هناك الكثير من العوامل التي تلعب دورا مؤثرا في العرض والطلب، اعتقد أنها ستزيد من المشاركة في أسواق العقارات وسيكون لها تأثير على حجم الاستثمارات ومستويات الإنتاج. فمثلا، في المملكة المتحدة وقبل سنتين حين تم استحداث تسهيلات عقارية لمساعدة المواطنين على التملك والصعود في سلم الملكية العقارية، كان لذلك تأثير كبير على الأسعار فقد أصبح هناك كثير من البريطانيين الذين كانوا غير قادرين على امتلاك عقار وقد حصلوا فجأة على حوافز وتسهيلات لدخول السوق العقارية باستملاك أصول فيها. لذلك أعتقد أنك إذا قمت بزيادة المشاركة فسيكون لذلك دور في تضخيم الأسعار، وهذا ما يمكن لتقنية بلوك تشين أن تفعله في السوق. كذلك سيتاح للمشاركين في إيسانجو الاستثمار بلا قيود مالية ومهما كانت قدراتهم المالية كبيرة أو صغيرة. 
يلمح قاسم إلى الخيارات المحدودة أمام الاستثمار في السوق العقاري بالقول إن أردت الاستثمار في القطاع العقاري حاليا فإما أن تستحوذ على أصول عقارية أو الاستثمار في صناديق الاستثمار العقارية المتداولة (الريتس) وأرى أن هناك مجالا واسعا للابتكار في هذا القطاع بهدف تخفيض كلفة الاستثمار وتسهيلها. 
   
العملة الافتراضية هي مجرد وسيلة وحافز، لماذا؟  
يمكن تشبيه الفرق بين تقنية بلوك تشين وعملة بيتكوين الافتراضية، بالقول إن علاقة بيتكوين بالبلوك تشين مثل علاقة البريد الإلكتروني بالإنترنت، أي أن بلوك تشين هي المنصة الأساسية الكبيرة فيما العملة الافتراضية بيتكوين وغيرها هي مجرد حوافز أو مكافآت لمن يساهم في تشغيل البلوك تشين بحسب قاسم، فهؤلاء يسعون لحصة أو ربح من المشاركة في تشغيل شبكة البلوك تشين، وما هذا الهوس بالعملات الافتراضية إلا ظاهرة مألوفة سببها نجاح بعض الأشخاص من تحقيق أرباح كبيرة ومجاراة آخرين لهم بخوض غمار ذات التجربة. يتحدث قاسم عن الأصول مثل المعادن والعقارات التي تحتاج لهيكلية استثمار جديدة في ملكيتها وإدارتها في السوق، حيث ستكون البلوك تشين هي محرك الهيكلية الجديدة ، فاذا نظرت إلى صناديق الاستثمار العقارية المتداولة أي  «ريت أو ريتس» التي تسهل الاستثمار في قطاع العقارات، فستجد تحديات كثيرة فيها فهناك اشتراطات على حجم الأصول قبل طرحها في سوق معينة مع كلفة ذلك الطرح، وتبرز البلوك تشين هنا لتسهيل تلك  الآلية وتنظيم هذه الأصول بكلفة أقل ولحجم أعلى أو أصغر من تلك الأصول مع سيولة أكبر ستحصل عليها مقارنة مع السيولة التي تتوفر حاليا.
ومثلا لدينا ريت الإمارات Emirates REIT، والتي تسعى إلى تأمين لسيولة، وما نحاول الوصول إليه هو الاستفادة من الفرص لأخذ هذه الأصول الفيزيائية وإضفاء طبقة من السيولة إليها بالاعتماد على بلوك تشين. ما سر الهوس الزائد بـ بلوك تشين وبيتكوين؟  يتحدث كثيرون عن بلوك تشين وبيتكوين وغزو التقنية لقطاعات اقتصادية عديدة، رغم أنه يعاب على ذلك أن بلوك تشين معقدة ولا يسهل فهمها أمام الكثيرين، فهي معقدة والسوق غير مستعدة لها ولا يوجد تشريعات ناظمة، يجيب قاسم بالقول:«أوافق تماما على ذلك وصدر أحدث تقرير لمؤسسة جارتنر عن التوجهات التقنية الرئيسية التي ستدفع بقطاع الأعمال الرقمية خلال العقد القادم، واحتلت تقنية بلوك تشين مكانة لافتة على منحنى توجهات التقنية أي بتقديرات تشير إلى أن تبني بلوك تشين على نطاق واسع يتطلب  ما بين 5 و10 أعوام.

وتقنية البلوك تشين المستخدمة في مجال الخدمات المالية (والعديد غيرها من القطاعات). ويضيف قاسم ليوضح هذه التقنية الناشئة بالقول : مضت 9 سنوات منذ ظهور فكرة البلوك تشين حين نشرت باسم شخص اسمه ساتوشي ناكوموتي (وهو اسم مستعار لشخص خبير بالتقنية نشر نظريتها ضمن مجموعة من الباحثين في علوم الكمبيوتر، اختفى ساتوشي عن الإنترنت بعد أن أبلغه مشارك في المشروع أنه سيقابل مسؤولي الاستخبارات الأمريكية- المحرر). 

ويضيف قاسم بأن هذه التقنية لا تزال غير مكتملة وتستدعي المزيد من العمل لتطويعها في استخدامات عملية. أما عن الهوس بالعملة الافتراضية ودورها في بلوك تشين، فيلفت قاسم إلى أن هذه ناتج ثانوي- عربون- token-  إذ يتم إصدارها بمثابة الحوافز للمحافظة على عمل هذه الشبكات. ونتيجة لطريقة عمل بلوك تشين فهي تحتاج لحوافز مالية للتشغيل، فلا يمكن لأحد أن ينفق مئات الآلاف من الدولارات على المعدات وعلى وصلها للشبكة والإنفاق على كلفة الطاقة دون عائد مادي أو مكافأة على ذلك. وما نراه اليوم هو أن هذه الحوافز اكتسبت مؤخرا قيمة عالية بوقت سريع مما أدى إلى عمليات مضاربات  كثيرة صّعدت من الهوس بهذه التقنية.

 لو تحدثت عن تقنيات مثل تعليم الآلة ضمن الذكاء الاصطناعي أو الواقع المعزز، وكل التوجهات الأساسية ضمن التقنيات الاستهلاكية التي تتحدث عنها الشركات، فلن تسمع الكثير من الصخب حولها لأنه لا يوجد دوافع مالية مباشرة وبالتالي لا يوجد نقاشات كثيرة حولها كما هو الحال مع بيتكوين وبلوك تشين وإيثيريوم. "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق